المعاني في الجوف.. تخاف الخروج.. الخارج خوف يبدد حلم القلوب.. الكلام مراكب تشيل المعاني.. والتيار يعاكس المراكب ويجعل المنتظر يفقد الصبر..والصبر حلوه مر.. وانتظار العاشق ساعاته لا تمر..
والمعاني عالية في السماء.. والمطر كلام .. ومواسم المطر تتغير.. والزروع في الصحاري لا يداويها الانتظار من ألم العطش..
****
والنهر لم تعطله الحروب.. والبشر يزيدون على النهر في أنهم يحملون قلوب.. القلوب تنبض.. والقلوب تتنبأ بضحكة.. وتفرح لأنها موجودة ولو في نقطة بعيدة.. القلوب تبشر عيون صاحبها التي لا تكف عن الدمع بموعد للجفاف.. وصاحب القلب يصدق قلبه..ويفرح.. فيرى نور الشمس والدنيا ظلام.. والظلام طريق طويل .. الحلم بالنور يقصره.. والقلوب تحلم.. وصاحب القلب يغمره النور في الحلم.. والحياة حقيقة وحلم.. إذا سدت باب أحدهما فتحت الآخر..
****
وتكتب نهى لنقرأ.. نرى الجمال ولا نكتشف السر.. والسر لا تخبئه نهى وتضعه أمام العيون.. والسر مكتوب بلغة لا نعرفها.. وتعرفنا.. تخصنا ولا نملكها.. نحتفظ بعطرها الغالي.. وتدفع نهى الثمن..
****
أنت موجودة يا اسما هذا يقين.. ومصر المتسعة يستطيع القلب أن يختصرها بداخله.. القلوب يابنت الأصول تعرف الصالح من الطالح..القلوب كالمباحث.. وأنا أريد من المباحث أن تدير قلوبها المعطلة.. ليفيض النهر بالقمح ولا يرسمون في الصحف الصادرة طفل جائع..
****
الكفيف يا نهى لا يعرف مكان الأبواب.. يتلمس الحوائط ليهتدى .. وأبواب السجن سرية يقيم عليها حراس.. والكفيف كان مبصر.. وظلام السجن أفقده نور عينيه.. الكفيف خرج من محبسه.. أمضى فترة العقوبة وحيدا لم يصادق أحد..نسى الكلام..والنسيان عقوبة لا تحدد بزمن.. والأصابع التي تتلمس الحوائط لا تتذكر .. والأبواب تشفق عليه كلما مرت أصابعه عليها.. تقول: مسكين لا يفرق إحساسه بين الخشب والحجر.. كان كفيف الإحساس يا نهى وكان لا يبصر..